الأحد، ٢٣ مايو ٢٠١٠

الاستبسال دفاعا عن مساحة التغاضي


’وهكذا يصبح بعض الدفاع الحار عن مساحة الحرية في إعادة نشر التراث تنازلا مسبقا عن فرص الدفاع عن الحق الأهم في التعبير هنا والآن،


لا يحتاج الأمر لكثير عناء. يمكن لأي متابع للإصدارات الأدبية الحديثة في القاهرة أن يتصيد لعشرات الأدباء والشعراء مقتطفا من هنا وهناك، ليقيم الدنيا بدعوى أن هذا يستخدم ألفاظا خادشة للحياء أوذاك يسيء للذات الإلهية.
ولكن بلا حاجة إلى قليل العناء ولا الإطلاع على الجديد، أمكن لمجموعة من المحامين أن يضعوا رأس أجندة الشارع الثقافي وصحافته لأكثر من أسبوعين مرشحين للاستعادة. فقط لأنهم يعرفون أن "ألف ليلة وليلة" بها بعض الحكايات التي تحتوي على أوصاف وعبارات جنسية صريحة ثم عرفوا أن الهيئة العامة لقصور الثقافة التابعة لوزارة الثقافة تعتزم إعادة نشرها ضمن سلسة "الذخائر"، فتقدموا ببلاغ إلى النائب العام يطلب منع إعادة النشر بـ"أموال المصريين"، والنائب العام بدوره أحال البلاغ إلى نيابة أمن الدولة للتحقيق فيه.
العشرات من مقالات الرأي واستطلاعات الرأي والتصريحات والمواقف سارعت إلى ساحة تلك المعركة وقالت كل ما يقال عادة في مثل هذه المعارك، ثم خفتت الأضواء عن الساحة في انتظار الجديد.
وصف بيان اتحاد الكتاب ما حدث بأنه "هجمة شرسة" ضد الإبداع والمبدعين وطالب بـ"مؤتمر قومي" لمواجهتها. يبدو رد فعل البيان متضخما ومبالغا فيه عندما يزور المرء موقع رابطة "محامون بلا قيود" التي قدّم ممثلوها بالبلاغ فلا يجد أثرا في صفحته الرئيسية وأخباره الحديثة لهذه الهجمة الشرسة.
تلك الهشاشة التي تبدو عليها الآن حرية التعبير والإبداع، بحيث أن بلاغات مجانية قد تتحول إلى تحديات مخيفة بهذا الشكل، تتطلب موقفا أكثر حزما واتساقا من الكلمات الضخمة الحماسية.
فتلك الهشاشة لها بنيان آخر يختفي خلف طرفي المعركة الذين يوحي بهما البلاغ: من يتقدمون به ومن يتم اتهامهم من خلاله.
الهشاشة يمكن تشريحها كالتالي: نص قانوني مطاط يحيل إلى وهم وجود توافق عام حول آداب عامة أو أخلاق جمعية متفق عليها، سلطة تمنّ على المعارضين أو المبدعين بتغاضيها عن استخدام القانون بالشكل الأسوأ وتلوح بذلك كثيرا وتقترفه أحيانا، جمهور غير مبال بالأساس بمعظم الإنتاج الأدبي سواء التراثي منه أو الحديث ولكنه قد يمنح صوته عند الطلب ضد الكثير من الحريات التي تبدو له تهديدا للأخلاق والدين اللذين لا يلتزم بهما بنفس الصرامة التي يتم بها إدعاء ذلك، قضاء لا يمكن توقع حركته التالية يراوح في مثل هذه القضايا بين مباديء ليبرالية يحوم طيفها في الخيال القانوني أحيانا وبين ما هو واقعي وملموس من ضغط السلطة التنفيذية والمحافظة الأخلاقية للمجتمع فضلا عن ميول رجاله الفكرية، وأخيرا وهو الأسوأ وسط ثقافي مخاتل في معظمه يخوض الأجزاء الأسهل من كل معركة.

هؤلاء الذين يفجرون مثل هذه القضايا ويقدمون البلاغات ليسوا إلا محفزات وشرارات تنطلق لتفضح هذه الهشاشة التي لا تحتاج كثيرا لتصير حريقا. في أزمة "وليمة لأعشاب البحر"للروائي السوري حيدر حيدر قبل عشرة أعوام لا يذكر أحد اسم أول من أثار قضية محتوى الرواية أو من قدم بلاغا أواستجوابا في مجلس الشعب. ولكن لا تغيب عن الذكرى التغطية الساخنة الصارخة لصحيفة "الشعب" التابعة لحزب العمل، المجمدين حاليا، التي كانت ساعتها تحقق رواجا مناسبا بالنسبة لجريدة معارضة بفضل منحى شعبوي للصحيفة والحزب يغازل الجمهور وفق تعبير حاسديه أو يلتحم بهم وفق تعبير مناصريه. وعلى إيقاع "الشعب" تحركت "الطليعة": طلبة الجامعات وفي مقدمتهم طلبة جامعة الأزهر والمنتمين إلى التيارات الإسلامية المختلفة وبعض الأساتذة، وكانوا في موقع طليعة رأي عام غاضب بالفعل. وتحول الأمر إلى معركة فعلية تحركت فيها جموع ووقع فيها جرحى بالمعنى الحرفي والمجازي.
الجمهور الذي يتحرك ضد ما يعتقده إهانة للذات الإلهية لا يتحمس بنفس القدر ضد ما يسمى "الألفاظ الخادشة للحياء" فهي خبزه اليومي، أو خبز معظمه. والمفارقة بين استخدام الكثير من الرجال لها بشكل عادي وعفوي وبين استنكارهم وترتيبهم أحكاما أخلاقية قاسية تجاه استخدام النساء لها بالإضافة لتحفظهم في استخدامها أمامهن، هذه المفارقة تتسق مع كونهم مستعدين لأن يكون رأيهم عند طلبه أنها كلمات "لا تصح".
هناك مفارقة مقبولة في ظل تلك الهشاشة أن أفلاما وروايات واقعية تدور أحداثها في الشارع المصري تخلو من أي وجود لهذه الألفاظ. على الكاتب أو مبدع العمل الفني إن أصر على استخدام كلمات "لا تصح" أن يواجه هجوم هؤلاء الذين يملأون بها يومهم. أو فليفعل مثلما تفعل فضائية "ميلودي": يصل إلى أعتاب الوضوح في استخدام الألفاظ والإيحاءات ولكن بمراوغة فنية ساخرة، بل ويعترف ويصف هذا الأسلوب بوضوح بأنه "سفالة" مثلما يفعل الإعلان الأخير الذي يصور مدير القناة وهويناقش مخرج الحملات الإعلانية حول مضمون حملة إعلانية جديدة.
يستهلك قطاع واسع من الجمهور قناة "ميلودي" في الوقت نفسه الذي يستهلك سب جرأتها، وربما يمثل ذلك المركب المزدوج معنى الإثارة التي "تتحدى الملل"، إلام يمكن أن يحيل القانون عندما يتحدث عن الآداب العامة والحياء العام في المجتمع إن كانا هما عين "الملل" الذي تبتهج قطاعات واسعة من المجتمع باستهلاك تحديه؟
تسويق "المحرم" مع تكثيف الإيحاء بأنه كذلك وكونه متعة تشترى لمواجهة "التهذيب / المقبول/ الملل" يلقى رواجا ولا يصطدم بالقانون لأنه يؤكده حتى وهويسخر منه. ولكن الأمر يختلف عند أي استخدام عادي في سياق جمالي أو توثيقي للغة اللحظة التاريخية، وهو ما يمكن أن نصف به وجود الكلمات والعبارات الجنسية الصريحة في سياق حكايات "ألف ليلة وليلة". ولذلك محتوى الحكايات قابل بالتأكيد لأن يقع تحت طائلة النص القانوني المطاط بدرجات متفاوتة بحسب أريحية القاضي.

القاضي ربما كان يستخدم هذه الألفاظ في حياته اليومية مثلما يرتدي البيجاما لكنه على المنصة لا يقبل لنفسه أو لمحام أمامه إلا البذلة الرسمية. الأمر يتوقف هنا على تفهم القاضي للفارق بين رؤيته للياقة الاجتماعية للألفاظ وبين حق الفن وكل تعبير في تناول اللياقة وعدم اللياقة على حد سواء أو في نقد حدود هذه اللياقة واقتراح أخرى. في مايو 1985 حكم قاضي محكمة آداب القاهرة بمصادرة ألف ليلة وليلة وتغريم الناشر خمسمائة جنيه واستند القاضي في حكمه إلى أن الناشر نفسه قام بتعديل بعض الألفاظ مما يعد اعترافا منه بمخالفتها للآداب العامة. ولكن في يناير 1986 أصدر القاضي سيد محمود حكمه ببراءة الناشر وإلغاء المصادرة لأن هذه الكتب التراثية "ليست كتبا في الجنس" وأن هناك كتبا تراثية أخرى متداولة تحتوي من عبارات الغزل الصريح ما يفوق الليالي، كما أنه ينفي عن الكتاب "مظنة إهاجة تطلع ممقوت أو الإثارة الشهوانية لقارئه إلا من كان منهم مريضا تافها".
حيثيات الحكم الأخير فقرة مفضلة في المقالات وأعمدة الرأي التي نزلت ساحة المعركة من أجل حرية التعبير والنشر، ومنطق الحيثيات مبثوث في معظم ما قيل: إنه بالأساس تراث ولا حيلة لنا فيه، كما أنه لا إثارة فيه لأي شهوة.
منطق المحاجاة القانونية يختلف عن منطق الحجاج الثقافي والاجتماعي من أجل إقرار حرية ما أو انتزاعها. يحاول القانون الاستناد إلى وضع مستقر، يبحث عن قبول سابق يقيس عليه، بينما منطق الدفاع عن حرية التعبير يفترض التمسك بحرية إثارة القلق والتساؤل وحرية اقتراح شيء لاحق لا سابق له.
حدود الدفاع عن حرية نشر "ألف ليلة وليلة" تكاد تقصرها عليها وعلى ما فات، ولذلك الحرارة المجانية في النزول إلى ساحة معركة الليالي لم تظهر عند مصادرة الرواية المصورة "مترو" لمجدي الشافعي التي اتهمت بأن فيها ألفاظا خارجة وخادشة للحياء. ورغم فارق الشهرة والأهمية التي سينسبها العديدون لألف ليلة إلا أن المعركة الأحدث هي الأهم والأكثرحساسية بإطلاق. فهي معركة يتوجب على من ينزل إلى ساحتها أن يكون مستعدا للدفاع عن الحق الآني في استخدام هذه الألفاظ ولو كانت صادمة لعموم المجتمع افتراضا.
دفع الاتهامات تحت وطأة قوانين غير مُرضية يجعل السياسيين والمثقفين ينكرون ما كتبته أيديهم فيما بينهم وبين المحقق، ولكن أمام الجمهور كيف يمكن لسياسي أو كاتب أن يتنصل مما كتب وقال بنفس الطريقة؟
في مذكرة الدفاع عن "مترو" ينقل نجاد البرعي المحامي شهادة الروائي صنع الله إبراهيم أن الرواية " فن روائي مصور وأن العمل ملتزم بالمبادئ العامة والأخلاقية للمجتمع".
إن صح النقل في المذكرة فقد تكون الديباجة مقبولة أمام نيابة أو منصة محكمة لإنقاذ المؤلف من وطأة قانون مجحف ولكن أي سخرية في أن ندافع عن حرية التعبير بطريقة تجعلنا ننكر الحق الأصيل للتعبير في مناقشة المباديء العامة والأخلاقية للمجتمع.
كذلك الكتاب والشعراء الذي ينقلون بحماسة فقرات من حيثيات الحكم، هل يعتقدون حقا أن الجنس "تطلع ممقوت" وهل هم حقا ضد "إثارة الشهوة"؟ أم أن منطق التصريحات يفترض مسبقا أن القاريء متغاض عن إنتاجهم وبالتالي لا يعرف شيئا عن انحيازاتهم، وسيقبل منهم أن يدافعوا عن حرية نشر مطبوعة وفي الوقت نفسه يمالئون خطاب القاضي الذي يرغب في طمأنة القانون بأن هذه الحرية لن تفسح المجال إلا لوثيقة تراثية وليس لممارسة قابلة للاستمرار والمضي قدما.
عدد 2 مايو من "أخبار الأدب"، التي يرأس تحريرها الأديب جمال الغيطاني رئيس تحرير سلسلة "الذخائر" وأحد المتهمين في بلاغ المحامين، كان المانشيت الرئيسي له بالخط الأحمر :"بحكم المحكمة: من تثيره ألف ليلة مريض تافه" !
لماذا تصبح استجابة المشاعر والغرائز الإنسانية للتعبير الموحي مرضا وتفاهة؟ هكذا يكون بعض الدفاع مكرسا لهشاشة فقاعة حرية التعبير التي تعيش في ظل التغاضي والتجاهل وبعيدا عن خوض غمار التفاعل الشجاع مع جمهور أوسع والتفاوض مع ذائقته وأخلاقه وأسلوب حياته، وهكذا يصبح بعض الدفاع الحار عن إعادة النشر تنازلا مسبقا عن فرص الدفاع عن الحق الأهم في التعبير هنا والآن.



تهذيب الليالي

من المعروف أن الحكايات الشعبية الخيالية التي تم جمعها تحت اسم "ألف ليلة وليلة" قد أعيدت كتابتها وصياغتها مرارا تحت تأثير الخيال والذوق الأدبي المتحول. ولكن منذ نهايات القرن العشرين وإلى الآن يحاول البعض أن يجعل للقانون حكما في ما تتضمنه من مشاهد جنسية وألفاظ صريحة، وأصبحت الصيغة الملائمة لنشرها تناقش في ساحات القضاء.
يرجع بعض الباحثين جذور حكايات الليالي إلى أصول فارسية أو هندية ولكن بالتأكيد كانت الصياغة النهائية عربية وتم إضافة الكثير من قصص العرب، ومعظم الأحداث يجري بين العراق والشام ومصر.
أقدم مخطوط مادي يشير إلى وجود الليالي هو مخطوط يحتوي على الحكاية الإطار التي تجمع شهرزاد وشهريار وحكايات أخرى موجود بالمعهد الشرقي بشكياغو ويعود تاريخه إلى عام 879 م. ولكن أهم المخطوطات التي اعتمدت عليها الصيغة المعاصرة لألف ليلة وليلة هي المحفوظة بالمكتبة الوطنية بباريس، وأشار المستشرق ماكدونالد إلى أنها كتبت في مصر، ويرجعها المحقق محسن مهدي إلى القرن الرابع عشر للميلاد.
لغة الحكايات لم تخل من إشارات وتعليقات في التراث العربي، ففي (الامتاع والمؤانسة) لأبو حيان التوحيدي إشارة إلى اختلاف لغة الليالي عن المألوف في الأدب لأنها لم تكن موجهة إلى طبقة الحكام والعلماء وإنما كانت موجهة إلى العامة.
قبل قرن كامل من ظهور طبعاتها العربية، طبعت ترجمات "ألف ليلة وليلة" في أوروبا. ففي عام 1704 طبعت الترجمة الفرنسية التي قام بها أنطوان غالان، ثم توالت الترجمات التي لم تخل من التصرف والتهذيب بطرق ودوافع مختلفة عند النظر إليها. يعبر بورخيس عن ذلك في مقال له عن مترجمي ألف ليلة وليلة وهو يقارن بين ترجمة غالان وترجمة إدوارد لين بعده بتسعين عاما ويقول" تعديلات غالان لبذاءات عرضية إنما يصدر عن اقتناعه بأنها رديئة الذوق، أما لين فينقب عنها ويطاردها مثل محاكم التفتيش".
ظهرت الطبعة العربية الأولى لليالي في "كلاكتا" بالهند عام 1818، بينما كانت الطبعة الأولى في بلد عربي هي الطبعة المصرية في مطابع بولاق عام 1853 ويعدها الباحثون الصيغة الأخيرة والمكتملة لألف ليلة والتي أصبحت المصدر الأساسي لكل الطبعات العربية اللاحقة التي نحا بعضها لـ"تهذيب النص".
الطبعة الخامسة بالعربية كانت في بيروت عام 1881 وكانت "طبعة مهذبة" أشرف عليها الأب اليسوعي أنطوان الصالحاني وحذف منها المشاهد الجنسية وتصرف في بعض الجمل والعبارات. ومثله فعل رشدي صالح في طبعة "دار الشعب" بالقاهرة عام 1969 واحتج في مقدمته أن ما حذف كان إضافات زيدت علي الحكايات لإثارة شهية القاريء ولا يؤثر حذفها وأنه يهدف لنشر طبعة تدخل كل بيت بلا حرج.
وفي عام 1985 بناء على مذكرة من ضابط شرطة، تم محاكمة الناشر "محمد علي صبيح" لمحاولته نشر نسخة مطبعة بولاق بدون تهذيب وحكمت المحكمة بمصادرة هذه الطبعة من "ألف ليلة وليلة" لأنها تحوي "العديد من روايات كيفية اجتماع الجنسين والألفاظ الجنسية الصريحة السوقية البذيئة والأشعار المكشوفة الفاضحة" استنادا إلى ما قررته محكمة النقض من أن "اجتماع الجنسين يجب أن يكون سريا وأن تكتم أخباره" ولا يُحتج بتغير الأخلاق والعادات المعاصرة لأنه "مهما قَلَّت عاطفة الحياء بين الناس فإنه لا يجوز للقضاء التراخي في تثبيت الفضيلة وفي تطبيق القانون" بحسب نص الحكم. ولكن في عام 1986 صدر حكم آخر يلغي حكم المصادرة ويقول في نصه أن الكتاب "كان مصدرا للعديد من الأعمال الأدبية الفنية الرائعة ومنه استقى كبار الأدباء في العالم عامة والعربي منه خاصة روائعهم الأدبية. الأمر الذي ينفي عنه مظنة إهاجة تطلع ممقوت أو الإثارة الشهوانية لدى قرائه إلا من كان منهم مريضا تافها وهو ما لا يحسب له حساب عند تقييم قيمة المطبوعات الأدبية الطيبة".
وبمناسبة إصدار طبعة جديدة من الليالي في سلسلة "الذخائر" التي تصدرها "الهيئة العامة لقصور الثقافة" التابعة لوزارة الثقافة المصرية، عادت الليالي إلى ساحات القضاء في إبريل الماضي بعد بلاغ إلى الناب العام تقدم به 9 محامين ينتمون إلى رابطة تسمى "محامون بلا قيود" ويطلبون مصادرة الطبعة ومحاكمة المسئولين عن نشرها بدعوى أنها تحتوي "على كم هائل من العبارات الجنسية الداعية إلى الفجور والفسق وإشاعة الفاحشة» بحسب البلاغ.



اللوحة: ألف ليلة وليلة لـجون أوستن
John Austen (1886–1948)

نشر في الملحق الثقافي بجريدة "النهار" اللبنانية الأحد 23 مايو 2010

هناك تعليق واحد: