تصوير: مروة مرجان
صدى صوت السلطة ملأ دوما فراغ القبة المهيبة لقاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، باستثناء لحظات قليلة غير محتمل تكرارها أثناء خطاب أوباما .
قد لا تكون إلا أسباب عملية للغاية هي التي كانت وراء ترجيح أوباما وفريق عمله لقاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة كمكان لإلقاء خطابه المنتظر. ببساطة "لأن جامعة القاهرة سهلة التأمين" كما قالت المصادر الرسمية.
ولكن برغم ذلك، فإن سيل التحليلات للمعاني والدلالات الرمزية السياسية والحضارية الكامنة وراء تفاصيل الاختيار سيزيد بريق القبة الشهيرة فوق القاعة المختارة، بعد ان أصبحت محط أنظار جزء لا بأس به من العالم حتى يبدأ أوباما حديثه، وساعتها ستنصرف التحليلات إلى ما وراء كلماته.
بريق القبة، بمعناه الحرفي لا الرمزي، كان محط اهتمام المسئولين. فبدأت اجراءات الصقل والتلميع، لتلفت الانتباه أكثر إلى أن الرمز الشهير لجامعة القاهرة كان بلا عناية كافية بعد أن فقد ما يرمز إليه ومن يرمز إليهم الأهمية الكافية.
الطلبة الذين تمشوا قربها بعد خروجهم من الامتحانات، فاجأهم الاهتمام المبكر بالمكان، فاستجابوا بلا شكوى لرجال بأزياء متنوعة ملأوا الجامعة يلوحون تجاههم بإشارات عصبية خالية من اللياقة "تهشهم"– بالمعنى الحرفي لا الرمزي- ليبتعدوا قليلا في سيرهم عن قاعة الاحتفالات التي كان يجرى تلميعها وتأمينها.
هم فاهمون لما يجري، لكن الأهم أنهم اعتادوا على مثل هذه المعاملة من حرس الجامعة، الذين "لولاهم لاختفت قبة الجامعة في اليوم التالي" كما صرح حسام كامل رئيس الجامعة.
هؤلاء الطلبة لا يذكر معظمهم أنه دخل هذه القاعة، وبعضهم يذكر حضوره ندوة عن وزير أو حفل موسيقى في مناسبة ما. ولكن كل من دخلوا يعلقون بانبهار على مشهد القبة الفخمة من الداخل والمهابة التي تلقيها على المكان الفخم الواسع. هذه المهابة احتكرتها السلطة التي استحوذت على المكان منذ إنشاءه، وشعرت بالذعر في اللحظات القليلة التي دوت فيه أصوات مختلفة مزعجة خارجة عن النظام.
أنشئت قاعة الاحتفالات الكبرى عام 1935، وذلك بعد 27 عاما من تأسيس الجامعة الأهلية التي كانت نواة التعليم العالي المصري في عام 1908 بعد اكتتاب عام دعا إليه رجال الوطنية المصرية المهتمين بتنوير لن يخرج من الأزهر التقليدي - الذي كان الخيار الآخر كمكان لخطاب أوباما.
ولكن الجامعة الأهلية التي طلبت من الأمير فؤاد الأول آنذاك أن يرأسها لكي تضمن الرعاية، لم تستطع استكمال المسيرة في استقلال عن الدولة فاندمجت مع مدارس عليا أخرى لتصبح "الجامعة المصرية" الحكومية التابعة لوزارة المعارف عام 1925. ثم يتغير اسمها في 1940 إلى "جامعة فؤاد الأول" قبل أن تعدل حكومة الثورة اسمها إلى "جامعة القاهرة" في 1952.
لعبت جامعة القاهرة دورا شديد الأهمية في سياسة حكومة الثورة، فهي كانت محضن الآلاف من أبناء الطبقات الشعبية ممن سيدينون بالولاء لنظام مجانية التعليم. وبالتوازي كانت قاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة مكانا مفضلا لاحتفالات نظام الثورة واجتماعاته . فعلى مسرحها غنت أم كلثوم وغنى عبد الحليم حافظ في مناسبات مختلفة بحضور جمال عبد الناصر، الذي استضاف في نفس القاعة مؤتمر دول عدم الانحياز عام 1964. وبعد هزيمة يونيو 1967 التقي عبد الناصر بالمثقفين في إبريل 1968 ليقول إن تحرير سيناء قد يكون سهلا لو تخلت مصر عن انتمائها العربي وقبلت التسويات، وبشر بمعركة فاصلة.
هذه البشارة هي نفسها التي ستكون مطلب الاعتصام الشهير للطلبة المعارضين لخلفه السادات في عام 1972، بعد أن اقتحموا واحتلوا نفس القاعة التي تحول اسمها على يد السادات نفسه إلى قاعة جمال عبد الناصر بعد وفاة الأخير. ولكن الأمن المركزي اقتحم الجامعة القاعة المهيبة ليعتقل المعتصمين. لتخرج مجموعات أخرى من الطلبة في اليوم التالي لتعتصم في ميدان التحرير فيما سمي باعتصام "الكعكة الحجرية" كما خلدها أمل دنقل في قصيدته.
في مطلع 1973 تكرر اعتصام الطلبة واحتلالهم للقاعة ولكن انفض هذه المرة سلميا بعد قرار بإيقاف الدراسة تماما حتى فضه.
من الطبيعي بعدها أن يعود اسم القاعة إلى أصله، بعد أن تحولت الدولة المصرية مع السادات إلى مسار آخر. ولكنها تركت للمعارضين سلم مدخلها.
هذا السلم شهد مؤتمرات المظاهرات الطلابية المعارضة التي صارت قيادتها إلى الإخوان المسلمين. وبدورهم اعتصموا على درجاته مرارا احتجاجا على شطبهم وحرمانهم من خوض الانتخابات الطلابية. ثم شهد تظاهرات ضخمة في مناسبات مختلفة كان أشدها في 2000 دعما للانتفاضة الفلسطينية الثانية.
نفس السلم شهد ولا يزال مظاهرات حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات التي تأسست في 2004، والتي تحاول حشد الأساتذة لاستعادة القبة من عناية الحرس والأمن وتدخل الدولة.
ولكن آخر صوت مزعج دوى داخل القاعة وتحت القبة، كان في إبريل 2008 بعد أيام من الدعوة للإضراب العام في 6 إبريل واعتقال شباب الحركة التي عرفت فيما بعد بـحركة 6 إبريل. وكان صوت الطالب بلال دياب عضو حزب الغد الذي تسلل إلى لقاء الطلبة مع أحمد نظيف رئيس الوزراء وسط مجموعة من طلاب اتحاد كلية التجارة – المرضي عنهم – بعد أن رفض الأمن دخوله في البداية. ورغم تواجده في بلكون الدور الثاني إلا أنه قاطع حديث نظيف صائحا: "أفرج عن مصر يا ريس. مصر حزينة. أفرج عن شباب 6 إبريل".
مهما كان، فالأرجح أن الاستعدادات هذه المرة أكثر إحكاما مع أنباء الاختيارات الدقيقة للأساتذة والطلبة الأبعد عن أي صلة أو اهتمام بـ"التغيير"، والذي سيحظون وحدهم بحضور محاضرة أوباما، وهو الذي وصل إلى هنا بعد معركة كان عنوانها "التغيير". وربما لهذا السبب سيدوي في فضاء القاعة صوته المنفرد، وستتردد سلطته المتجاوزة للحدود في فراغها بلا معقب، لتنتقل إلى هؤلاء الذين اختار أن يسميهم "العالم الإسلامي" فأصبح ذلك اسمهم في كل وسائل الإعلام بلا نقاش.
-
نشر في "الشروق" الثلاثاء 2 يونيو 2009
قد لا تكون إلا أسباب عملية للغاية هي التي كانت وراء ترجيح أوباما وفريق عمله لقاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة كمكان لإلقاء خطابه المنتظر. ببساطة "لأن جامعة القاهرة سهلة التأمين" كما قالت المصادر الرسمية.
ولكن برغم ذلك، فإن سيل التحليلات للمعاني والدلالات الرمزية السياسية والحضارية الكامنة وراء تفاصيل الاختيار سيزيد بريق القبة الشهيرة فوق القاعة المختارة، بعد ان أصبحت محط أنظار جزء لا بأس به من العالم حتى يبدأ أوباما حديثه، وساعتها ستنصرف التحليلات إلى ما وراء كلماته.
بريق القبة، بمعناه الحرفي لا الرمزي، كان محط اهتمام المسئولين. فبدأت اجراءات الصقل والتلميع، لتلفت الانتباه أكثر إلى أن الرمز الشهير لجامعة القاهرة كان بلا عناية كافية بعد أن فقد ما يرمز إليه ومن يرمز إليهم الأهمية الكافية.
الطلبة الذين تمشوا قربها بعد خروجهم من الامتحانات، فاجأهم الاهتمام المبكر بالمكان، فاستجابوا بلا شكوى لرجال بأزياء متنوعة ملأوا الجامعة يلوحون تجاههم بإشارات عصبية خالية من اللياقة "تهشهم"– بالمعنى الحرفي لا الرمزي- ليبتعدوا قليلا في سيرهم عن قاعة الاحتفالات التي كان يجرى تلميعها وتأمينها.
هم فاهمون لما يجري، لكن الأهم أنهم اعتادوا على مثل هذه المعاملة من حرس الجامعة، الذين "لولاهم لاختفت قبة الجامعة في اليوم التالي" كما صرح حسام كامل رئيس الجامعة.
هؤلاء الطلبة لا يذكر معظمهم أنه دخل هذه القاعة، وبعضهم يذكر حضوره ندوة عن وزير أو حفل موسيقى في مناسبة ما. ولكن كل من دخلوا يعلقون بانبهار على مشهد القبة الفخمة من الداخل والمهابة التي تلقيها على المكان الفخم الواسع. هذه المهابة احتكرتها السلطة التي استحوذت على المكان منذ إنشاءه، وشعرت بالذعر في اللحظات القليلة التي دوت فيه أصوات مختلفة مزعجة خارجة عن النظام.
أنشئت قاعة الاحتفالات الكبرى عام 1935، وذلك بعد 27 عاما من تأسيس الجامعة الأهلية التي كانت نواة التعليم العالي المصري في عام 1908 بعد اكتتاب عام دعا إليه رجال الوطنية المصرية المهتمين بتنوير لن يخرج من الأزهر التقليدي - الذي كان الخيار الآخر كمكان لخطاب أوباما.
ولكن الجامعة الأهلية التي طلبت من الأمير فؤاد الأول آنذاك أن يرأسها لكي تضمن الرعاية، لم تستطع استكمال المسيرة في استقلال عن الدولة فاندمجت مع مدارس عليا أخرى لتصبح "الجامعة المصرية" الحكومية التابعة لوزارة المعارف عام 1925. ثم يتغير اسمها في 1940 إلى "جامعة فؤاد الأول" قبل أن تعدل حكومة الثورة اسمها إلى "جامعة القاهرة" في 1952.
لعبت جامعة القاهرة دورا شديد الأهمية في سياسة حكومة الثورة، فهي كانت محضن الآلاف من أبناء الطبقات الشعبية ممن سيدينون بالولاء لنظام مجانية التعليم. وبالتوازي كانت قاعة الاحتفالات الكبرى بالجامعة مكانا مفضلا لاحتفالات نظام الثورة واجتماعاته . فعلى مسرحها غنت أم كلثوم وغنى عبد الحليم حافظ في مناسبات مختلفة بحضور جمال عبد الناصر، الذي استضاف في نفس القاعة مؤتمر دول عدم الانحياز عام 1964. وبعد هزيمة يونيو 1967 التقي عبد الناصر بالمثقفين في إبريل 1968 ليقول إن تحرير سيناء قد يكون سهلا لو تخلت مصر عن انتمائها العربي وقبلت التسويات، وبشر بمعركة فاصلة.
هذه البشارة هي نفسها التي ستكون مطلب الاعتصام الشهير للطلبة المعارضين لخلفه السادات في عام 1972، بعد أن اقتحموا واحتلوا نفس القاعة التي تحول اسمها على يد السادات نفسه إلى قاعة جمال عبد الناصر بعد وفاة الأخير. ولكن الأمن المركزي اقتحم الجامعة القاعة المهيبة ليعتقل المعتصمين. لتخرج مجموعات أخرى من الطلبة في اليوم التالي لتعتصم في ميدان التحرير فيما سمي باعتصام "الكعكة الحجرية" كما خلدها أمل دنقل في قصيدته.
في مطلع 1973 تكرر اعتصام الطلبة واحتلالهم للقاعة ولكن انفض هذه المرة سلميا بعد قرار بإيقاف الدراسة تماما حتى فضه.
من الطبيعي بعدها أن يعود اسم القاعة إلى أصله، بعد أن تحولت الدولة المصرية مع السادات إلى مسار آخر. ولكنها تركت للمعارضين سلم مدخلها.
هذا السلم شهد مؤتمرات المظاهرات الطلابية المعارضة التي صارت قيادتها إلى الإخوان المسلمين. وبدورهم اعتصموا على درجاته مرارا احتجاجا على شطبهم وحرمانهم من خوض الانتخابات الطلابية. ثم شهد تظاهرات ضخمة في مناسبات مختلفة كان أشدها في 2000 دعما للانتفاضة الفلسطينية الثانية.
نفس السلم شهد ولا يزال مظاهرات حركة 9 مارس لاستقلال الجامعات التي تأسست في 2004، والتي تحاول حشد الأساتذة لاستعادة القبة من عناية الحرس والأمن وتدخل الدولة.
ولكن آخر صوت مزعج دوى داخل القاعة وتحت القبة، كان في إبريل 2008 بعد أيام من الدعوة للإضراب العام في 6 إبريل واعتقال شباب الحركة التي عرفت فيما بعد بـحركة 6 إبريل. وكان صوت الطالب بلال دياب عضو حزب الغد الذي تسلل إلى لقاء الطلبة مع أحمد نظيف رئيس الوزراء وسط مجموعة من طلاب اتحاد كلية التجارة – المرضي عنهم – بعد أن رفض الأمن دخوله في البداية. ورغم تواجده في بلكون الدور الثاني إلا أنه قاطع حديث نظيف صائحا: "أفرج عن مصر يا ريس. مصر حزينة. أفرج عن شباب 6 إبريل".
مهما كان، فالأرجح أن الاستعدادات هذه المرة أكثر إحكاما مع أنباء الاختيارات الدقيقة للأساتذة والطلبة الأبعد عن أي صلة أو اهتمام بـ"التغيير"، والذي سيحظون وحدهم بحضور محاضرة أوباما، وهو الذي وصل إلى هنا بعد معركة كان عنوانها "التغيير". وربما لهذا السبب سيدوي في فضاء القاعة صوته المنفرد، وستتردد سلطته المتجاوزة للحدود في فراغها بلا معقب، لتنتقل إلى هؤلاء الذين اختار أن يسميهم "العالم الإسلامي" فأصبح ذلك اسمهم في كل وسائل الإعلام بلا نقاش.
-
نشر في "الشروق" الثلاثاء 2 يونيو 2009
اسمح لى يا عمرو أن أقول أن هذه القاعة لم تكن يوما قاعة للحرية طوال العقود الاربعة الماضية مع الأسف وتاريخها ليس على هذا القدر من الابهار بكل الصراحة فيما قبل هذه العقود
ردحذفلقد ظلت رمزا للسلطة وليست رمزا سواء للعقل الاكاديمى أو روح النهضة التى يحلم بها الشباب الطلاب، كنا نتوجه إليها ويتوجه إليها المعتصمون والمضربون والمتظاهرون ليس باعتبارها رمزا لوحدتهم كطلاب واساتذة فى الجامعة بل باعتبارها رمز قائم داخل جامعتهم لسلطة القهر التى يناؤونها ويرفعون مطالبهم فى مواجهتها
طوال النصف الاول من التسعينات - فترة دراستى فى الجامعة - كانت المظاهرات تذهب للقبة لايصال الصوت الطلابى لمن نبتغى توجيه الرسالة لهم من حكامنا، كانت الباب العالى الذى يقبع خلفه رجل السلطة، والذى يخرج منه عادة ما يصدم الطلاب ويرهب الاساتذة، حقيقة كانت أشبه بسراى عابدين الجميل الذى كانت مظاهرات الشعب تخرج عنده لتوصل للملك غضبتها ورفضها لخنوعه أمام الاحتلال
وحقيقة رغم حبى لطرازها المعمارى وحضورها المكانى المهيب والموحى إلا أننى علمت دوما من خلال العشرة والتجربة أنها عكس ذلك تماما، فهى باب لكبح العقل وكمش الحريات الجامعية، والمفارقة هنا حاضرة، فالقبة التى يزعمون رمزيتها للجامعة العقل والحرية هى موءل الأمن وسدنة السلطة القمعية، يكفى أن تعرف توزيعة الامن فى الجامعة لتدرك كيف أن القبة هى مصدر لوأد الحريات الجامعية بامتياز، وقلب سرطان الاستبداد الاكاديمى، فثلاثة ارباع قوات الامن تقبع حولها رغم انها ليست مركزا لاحتفالات الجامعة
فما يجرى بكلية الاقتصاد مثلا فى يوم واحد يفوق نشاط شهر كامل يجرى فى القبة، ولو راجعت الانشطة الثقافية التى جرت بالقبة لوجدت عجبا، فهى على رمزيتها المزعومة لم تستقبل عظماء الفكر بل استقبلت كعادتها صغار السياسة ولا اريد ايراد امثال هناويمكنك التحقق بنفسك، ورغم أنها مجهزة لتكون مسرحا وقاعة سينما وقاعة موسيقى لا مثيل لها فى عموم مصر، لا تعرف هذه الانشطة على الاطلاق، وتكتفى بأنشطة احتفالية لتلميع اهل السلطة.
وتصار.. فإن تحليلا منصفا لرمزية قبة الجامعة وتدهورها خلال الاعوام الثلاثين الماضية سيعبر حتما على حقيقة تحولها من قلب للجامعة إلى ما يشبه الورم الخبيث فى جسدها الذى يحجم دورها ويدفعها للنكماش والانحسار والتدهور، ولعل امرء قد نصفه بالمتطرف والفوضوية سيكون محقاً إن طالب بهدمها لقتل رمزية الاستبداد الذى عبرت عنه طوال الاعوام الطوال الماضية، على نحو ماتهدم السجون والمعتقلات كرمز لانتهاء عصور القمع، لكن ذى قلب رهيف مولع بهيبة طرازها وسيحزن حتما لرؤية مكانها خال... سيحلم بتغيير واقعها، وسيطالب باعادة تقلدها لدور القلب النابض والعقل المتقد فى مصر، ورب آخر سيلقى علينا بنفاقه ويقول بل نكتفى بتنظيفها مما علق بها من أوساخ ونلمع قبتها