السبت، ١٦ يناير ٢٠١٠

المساكن الشعبية على الإنترنت


الاستهلاك السريع للأخبار والكثيف للأغاني والأفلام والصور، التعارف والتواصل عبر النقل والشكر المتبادلين، البحث عن البروز الشخصي وبعض السلطة. هذه هي خلطة وقود الكثير من المنتديات العامة، المساحات الأكثر شعبية على الشبكة.


ٌقبيل منتصف عام 2009 وفي إحدى الكافيهات الحديثة في مدينة طنطا، نظم أحمد مصطفى الطالب بكلية التجارة حفلا لمجموعة كبيرة من أصدقائه. الحفل كان بمناسبة تجاوز عدد أعضاء المنتدى الذي أسسه أحمد المليون عضوا. تورتة كبيرة مرسوم عليها شعار منتدى "أصحاب كول" ومكتوب عليها الاسم المستعار لأحمد ( Mr.Having Fun) ، التف حولها هو وأصدقاؤه والتقطوا الصور ثم أجهزوا عليها.
في عام 2004 عندما أسس أحمد المنتدى كان عمره يتجاوز السادسة عشرة بقليل. بعد سنتين بدأ نجم المنتدى يعلو وتأتيه بعض الإعلانات، والآن تجاوزت عضويته المليون و115 ألف عضوا ليحتل المركز 41 بين المواقع التي يزورها المصريون- وفق إحصاءات موقع ألكسا Alexa.com بداية يناير 2010- والمراكز الأربعون المتفوقة عليه تضم 24 موقعا عالميا مثل جوجل وياهو وفيس بوك وغيرهم.
المنتدى يلي مباشرة موقع جريدة الأهرام العريقة وينافس مواقع الصحف الخاصة الجديدة ويتفوق على معظمها. لا وجود لأي مدونة في المراكز المتقدمة، مدونة "الوعي المصري" ذات الشعبية الكبيرة تحتل المركز 2678. ورغم ذلك منتدى "أصحاب كول" ليس المنتدى الأول في التصنيف، تسبقه ثلاثة منتديات أخرى.

هذه المؤشرات المبدئية تقول أنه إذا شبهنا الإنترنت بمدينة واحدة كبيرة، فإن مواقع الشركات والمؤسسات هي تجمعات نخبة ما لها حضور بين الملايين بواسطة سلطتها وقوتها، وتشكل المدونات وبعض التطبيقات الاجتماعية التي يستخدمها الناشطون تجمعا لنخبة مختلفة وإن كانت أوسع من سابقتها، ولكن المنتديات العامة هي التي تمثل فعلا "المساكن الشعبية" الأكثر ازدحاما ونشاطا.

يتابع الإعلام المتخصص أخبار الشركات والمواقع الكبرى، وتتابع الصحافة الخاصة والمعارضة باهتمام شديد نشاط "النخبة الأخرى" على المدونات وتويتر ومجموعات الفيس بوك التي تناقش الشأن العام. ولكن المنتديات يصعب متابعتها، أولا لأن ما يحدث فيها يتميز بقدر من الكثافة والغزارة يكاد يقارب كثافة الأحداث اليومية في الشارع، وثانيا لأن ما يحدث فيها يعبر عن "العادي" في حياة معظم الناس وما يتداولونه من أخبار وأفكار، بشكل قد يكون محبطا لتصورات كل نخبة عن "الشعب" و"الجماهير"، تماما كما تعبر هذه النخب، كل واحدة بأسلوبها، عن قلقها من "عشوائية" الأحياء الشعبية - في رأيها- مكانا وسلوكا.

التكوين
قبل أن يؤسس أحمد مصطفى المنتدى، قضى فترة تقترب من الثلاثة أعوام كما يقول منجذبا لعالم المنتديات والدردشة، وبدأ في الاهتمام بتصميم المواقع. وما دفعه لتأسيس المنتدى كما يقول هو الرغبة في امتلاك موقع مشهور بغض النظر عن محتواه: "المنتدى مثل أي قناة تليفزيون تريد أن تشتهر وتجذب الإعلانات".
هناك قوالب مجانية متاحة على الإنترنت للمنتديات العربية، يمكن لكل مستخدم أن يعدلها ويغير في تصميمها لتلائم غرضه. معظم الشباب يستخدمون هذه القوالب وينشئون المنتديات بسهولة. تشترك معظم المنتديات العامة على الإنترنت في أنها تحتوي على أقسام نمطية معتادة تمثل الساحات الأساسية والاهتمامات الأكثر شعبية التي يريد مؤسس المنتدى أن يجذب المهتمين بها. أولا قسم عام للحوار أو للتعارف ثم القسم الإسلامي - الذي قد يأتي أولا أحيانا- وهناك أقسام تحميل الأغاني بأنواعها المختلفة ثم أقسام تحميل الأفلام والمسرحيات والمسلسلات ثم أقسام تحميل الصور المختلفة ثم قسم للشكاوى والاقتراحات. هذه الأقسام هي السمات الرئيسية الطراز المعماري الأشهر للمساكن الشعبية على الإنترنت.
مالك المنتدى ومؤسسه يملك بالطبع السلطة المطلقة في إدارته مهما اتسعت العضوية، هو يختار مشرفين على المنتدى وعلى الأقسام ويحدد صلاحياتهم، وهو الذي يضع قوانين المنتدى ولوائحه ومحاذيره ويحدد سقف الحرية ويقرر ما هو مقبول وما هو غير مقبول.
تصميم شكل المنتدى فيه حس شعبي شبابي، بعيد عن الاحترافية في أغلب الأحيان، يميل للألوان الفاتحة وأحيانا الفاقعة ومملوء بالإعلانات ذات الألوان الصارخة أو التي تضم أشكال تتحرك بسرعة تجذب الانتباه.
يعلق أحمد مصطفى على تشابه المنتديات:"شباب كثيرون يفتحون مواقع ومنتديات ويقلدون بعضهم. وبسبب الكثرة أصبح من الصعب أن تجني مكاسب مادية، يجب أن تكون متميزا. ولذلك حرصت على أن يكون تصميم منتداي جاذبا وأن أضيف محتوى جديد وروِّش، أن أتعاون مع مواقع أخرى وأتبادل الخبرات. حرصت على وجود أقسام جديدة تغطي كل المجالات التي تهم كل الناس".
في منتدى أصحاب كول بالفعل قسم لكل اهتمام يحظى بشعبية ما: أخبار الرياضة والمصارعة وصور السيارات وقسم الألعاب وتحميل البرامج مجانا وقسم تعلم مهارات القرصنة الإلكترونية "الهاكينج" وأقسام أخبار الفنانين وفضائحهم وقسم للحوار حول العلاقات العاطفية وأقسام لتبادل أفلام البلوتوث ونشر نصوص قصصية مختلفة.

منقول ومشكور
السمة العامة للنشاط في المنتدى هو نقل المحتوى، سواء كان فيلما أو ألبوما غنائيا أو برنامجا أو خبرا أو صورة، ونشره. الإضافات قليلة ومعظمها في أقسام الحوار حول المشكلات العاطفية أو نشر القصص. ولكن في هذه الأقسام يضا هناك نقل من منتديات ومواقع أخرى. أصبح من تقاليد المنتديات الإشارة إلى ذلك بكلمة "منقول" وربما بغير إشارة إلى المصدر، لأن ذلك ربما يساهم في الدعاية لمنتدي آخر منافس. بعد الانتشارالكبير للقوالب السهلة للمواقع والمدونات أصبحت الأخيرة أكثر جاذبية لمن لديه إنتاج جديد خاص به. ولكن تظل المنتديات سوقا لاستهلاك المواد المنقولة وبناء عالم من العلاقات حول هذا الاستهلاك.
الردود التي تهنيء على الموضوع الجميل وتشكر وتحيي، لا النقاشات والجدل، هو الطابع الأكثر شيوعا في المنتديات. أصبحت كلمة "مشكور" تقليدا آخر نمطيا بفعل التأثير الخليجي، الذي كان نشطا جدا في المنتديات التي تكسر عزلة بعض المجتمعات المغلقة قبل أن تظهر الفضائيات.
بين النقل والشكر يستمر نشاط شباب المنتديات لتخلل ذلك حوارات شخصية بينية تشهدها الساحات العامة أوالرسائل الخاصة. المشاركة النشطة هي طريق أيضا إلى التميز والبروز وبالتالي صورة شخصية أفضل وعلاقات أقوى. وفي معظم المنتديات يكون مكافأة ذلك ألقاب تخص العضو وتصفه بأنه عضو نشط أو ذهبي أو مميز أو يتم ترقيته من قبل مالك المنتدى إلى منصب مشرف ليمارس بعض السلطات على أقسام معينة، يقول أحمد مصطفى: "معظم الشباب يحب السلطة والريادة وأن يقال عنه أنه مشرف في منتدى شهير مثل أصحاب كول. ولذلك أختار المشرفين من موضوعاتهم المميزة ونشاطهم البارز".
ذلك يفسر لماذا يقوم الشباب بتكبد مشقة تسجيل بعض الأفلام من السينما بالموبايل أو نسخها من اسطوانات إلى الإنترنت ونقلها للمنتدى. بعض المنتديات أيضا تتبع سياسة تجعل بعض المواد المميزة حصريا للأعضاء المميزين ممن لهم نشاط وإضافات بقدر معين، وفي بعض المنتديات الخليجية يتم دفع مقابل مادي للاشتراك في المنتدى الجماهيري أو للتمتع بمحتويات أقسامه المميزة، التي تكون في الغالب كلها منقولات من السينما أوالتليفزيون أو مواد إباحية.
ولكن في النهاية هناك دائما حافز للنشاط في النقل والشكر هو ما يجعل المنتديات مستمرة ولو بدون أي إضافات حقيقية من إنتاج أعضائها. كل عضو يريد جذب النظر إليه ويتمنى أن يحصل موضوعه على أكبر عدد من الردود. نادرا ما تكون الجدية هي الطريق إلى ذلك، البحث عن الغريب والطريف أحد أهم الطرق التي تحظى بشعبية كبيرة. يأتي بعد ذلك الفضائح أو الإيهام بها.
يكتب أحمد مصطفى مؤسس المنتدى موضوعا عنوانه: "تقبل حبيبها في الطريق في الشارع بلا خجل" وفي التفاصيل تجد صورة لزوج من الشمبانزي في قبلة طريفة أمام جمهور، موضوع آخر: "فضيحة زوج وزوجته في الحمام بالصور" وفي التفاصيل صورة لقط وقطة بملابس الحمام.
هذا أو أن يكون الموضوع فضائحيا بالفعل. ينقل موضوع صورا ملتقطة من شاشة تليفزيون لفتاة مشاركة في ستار أكاديمي بملابس اعتبرها ناقل الموضوع فاضحة. المشاركات كلها تسجل الشكر والإعجاب مع إدانة وشتم الفتاة صاحبة الصورة والقائمين على البرنامج مع التباكي على الأخلاق والدين في هذا الزمان السيء!
بسبب هذه الروح الفضائحية يظل معظم الأعضاء مستترين تحت أسماء مستعارة وصور رمزية. هذه الروح محافظة بالطبع، وتختلف عن نقل المحتوى "الإباحي" باعتباره ممتعا أو لذيذا، ولكنه ينقل تحت عنوان "فضيحة" وربما يبرر الناقل نقله صارخا ومعترضا على هذه المسخرة التي تحدث في بلاد المسلمين !
العناوين الفضائحية بجانب أسماء أحدث الأفلام والألبومات الغنائية لهم أهمية استراتيجية في المنتديات لأنها ما يجذب القادمين من محركات البحث يتطلعون إلى الفيلم أو الألبوم الجديد أو إلى فضيحة سمع عنها أو يتمناها. ولكن يحرص مؤسسو المنتديات على تطعيمها بهذا المحتوى أوحتى مجرد عناوين وهمية وخادعة. ولذلك من المهم دائما أن يتناثر اسم هيفاء وهبي بكم كبير في كل منتدى عام يطمح في أن يكون جماهيريا!

ما يقال في القسم الإسلامي يظل في القسم الإسلامي
حتى لو كان المنتدى ذو طابع فضائحي فإن وجود المنتدى الإسلامي في أوله أصبح من قبيل البروتوكول المتعارف عليه. طبيعة القسم الإسلامي لا تختلف كثيرا عن غيره، معظمه منقول ومشكور، النقل هذه المرة لكتابات وصوتيات مرئيات أشهر المشايخ من الشعراوي إلى الدعاة الجدد مرورا بالدعاة السلفيين الأكثر تشددا. والباقي محاولات للوعظ المتبادل ورواية قصص مكررة عن الالتزام والتوبة.
في القسم الإسلامي في أصحاب كول، يتغير شكل المنتدى تماما فله تصميم مستقل، لأن التصميم الأساسي المنتدى به صور شباب وبنات كول وهو ما لا يناسب قدسية هذا القسم. ولكن ظلت هناك بعض المشاكل، منها مشكلة التوقيع. يختار كل عضو في المنتدى توقيعا يذيل كل موضوعاته أوتوماتيكيا. وعادة يجب الأعضاء وضع صور لنجومهم في التوقيع مع كلمات أغاني يحبونها. ولذلك فلا يصح أن يضع عضو صورة لإليسا بفستان مكشوف مع كلمات أغنية "عايشالك" توقيعا له. ثم يشارك بمنقول أو مشكور في القسم الإسلامي فيظهر توقيعه هناك.
نجح مشرفو المنتدى في وضع آلية ما توقف ظهور التوقيعات عند المشاركة في هذا القسم.
المشكلة الأخرى المتوقعة هي أن يعترض البعض داخل النقاشات الدينية على محتويات المنتدى الفضائحية الأخرى. ولذلك تحمل قائمة قوانين القسم الإسلامي تحذيرا صارما من أن القسم الإسلامي بالإضافة إلى أنه لا يجوز فيه انتقاد أي عالم ديني أوفتوى أو مناقشة أمر ديني متفق عليه، فإنه لا يجوز أيضا مناقشة سياسات إدارة المنتدى العام !
يقول أحمد مصطفى عن هذا الأمر وهو يستشعر بعض الحرج: "يكون هناك أحيانا بعض المشكلات.ولكن أصحاب كول موقع ترفيهي لجميع المجالات. نحاول أن نرضي الجميع ولكن أيضا في حدود الأدب".

وضع القسم الإسلامي الموازي للمنتدى والمنفصل عنه وغير المتوائم ولا المتجانس معه، يشبه نمط التدين الشعبي الذي يسير بالتوازي مع الحياة وينتج أفكارا تدين معظم جوانبها، بينما ضرورات الحياة أو متعها تقتضي أن نبقى هذه الأفكار داخل إطار التدين ولحظاته الخاصة. وفي هذا الإطار يمكنه أن يتبنى بلا قلق أكثر الأفكار تشددا باعتبارها الأصح والأفضل. وفي النهاية تبقى المساحة الدينية تحت حراسة "قانون طواريء" لأن "السلطة" تراه قابلا للانفجار في وجه باقي المجتمع إن خرج الدين وناقش "السياسات" .. ولو كانت سياسة منتدى شبابي !

سياسة الفتور وعدم الاكتراث
تكتب "منى" مشرفة القسم السياسي موضوعا تقترح مناقشته خلال الأسبوع: تعديل الدستور ليتمكن البرادعي من الترشح لرئاسة الجمهورية، وسألت: "ما رأيكم؟".
بخلاف الأعضاء المبرمجين الذين ردوا كما اعتادوا "جهد مشكور أختي" أو "تسلم إيدك" باحثين عن زيادة في رصيد مشاركاتهم، فإن بعض التعليقات التي انتبهت إلى غرضها ردت منددة بترشيح البرادعي وتراوح منطقها: "ماذا يعرف هذا الرجل عن الحكم ومنصب رئيس الجمهورية؟" أو أنها ترى أنه "مالأ اليهود على حساب المسلمين في وكالة الطاقة الذرية" !
على خلاف الميل العام في المدونات والمجموعات السياسية على الفيس بوك المتعاطف على الأقل مع حقه في الترشيح، الروح العامة الفاترة أولا تجاه هذا الموضوع أو المنددة به قد تسبب الإحباط لمن يعتقد أن هناك تجاوبا "شعبيا" مع الفكرة بينما قد لا يعدو الأمر تحمس النخبة الأخرى الساخطة والمعارضة.
قسم الأخبار السياسية هو القسم الوحيد الذي تجد فيه معظم الموضوعات بدون ردود. من في النهاية الشاب الكول الذي سيدخل إلى منتدى أصحاب كول للنقاش في السياسة؟
الفتور وعدم الاكتراث قد يختفيان ويظهر بعض النشاط في الموضوعات التي تقترب من الدين وتكون فرصة جيدة لإظهار بعض الحماسة تجاه حماس أوضد اليهود، تعاطفا مع شهيدة الحجاب وإدانة لأي تصريح ضد الحجاب والنقاب.
الاختلاف في الرأي وسط الفتور المتراخي لا يسفر غالبا عن جدل محتدم أو نقاش. يسجل الطرفان آرائهم في كلمات قليلة ولا ينفقان الكثير من الكلمات لتوضيح الرأي، يقفزان بسرعة إلى الشكر والتحيات. في النهاية كل شيء منقول يجب أن يكون مشكورا وتستمر العلاقات والتواصل وهذا هو الهدف.
المشاكل التي تحدث أحيانا كما يقول أحمد هي الخلافات الشخصية بين الأعضاء بسبب استخدام ألفاظ مهينة أوقاسية، أوبسبب تذمر البعض من سلطة المشرفين أوطريقتهم في استخدامها. في النهاية مالك المنتدى هو المرجع ومصدر السلطات ومن لا يعجبه ذلك يمكنه أن يصرخ في قسم الشكاوى بلا مجيب أو أن يتلقى ردودا حاسمة من مشرف فإما يرضى أو ينهي نشاطه في المنتدى.
الروح السلطوية التي تحكم إدارة معظم المنتديات لا تترك الخيار لأعضائها: إما أن تنصاع وتتحرك في الحدود أو تخرج من اللعبة. الذين يرفضون هذا الشكل من السلطة في السياسية تركوا المنتديات بكل أنواعها من زمن واتجهوا إلى المدونات أو إلى صفحاتهم على الفيس بوك للتعبير بحرية.
لتظل المنتديات ساحة خالصة للكتلة الكبيرة الغامضة التي ترضى بدفء المجموع ولو كان "شلة افتراضية" وتذعن للقيود وتتحرك داخلها. الكتلة التي يتحدث الجميع عنها، يودون معرفتها ويشكون من سلوكها، يخطبون ودها ويعلقون عليها الأمل.


ليست شبكة واحدة!

اكتب اسم أي فيلم حديث أو ألبوم غنائي في محرك بحث على الإنترنت، ستجد في صدارة النتائج نسخا مقرصنة منها في المنتديات ذات الشعبية الكبيرة. رغم أن ذلك يمثل نقمة كبيرة على المنتجين إلا أنه يمثل خدمة كبرى لمعظم مستخدمي الإنترنت وربما يمثل لهم أهمية الإنترنت بشكل كامل.
استطلاع رأي الشباب حول الإنترنت الذي أعده مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء في 2008 يقول أن 68% من مستخدمي الإنترنت من الشباب يستخدمونه بشكل أساسي في تحميل الأغاني والأفلام، بينما 39% فقط من الشباب سمعوا عن المدونات و23 % ممن سمعوا عنها قرأوا أو علقوا على مدونة.
في تقرير "شبكة اجتماعية واحدة ذات رسالة خالدة" الصادر عن "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" نهاية 2009، لا ذكر للمنتديات ضمن أدوات النشطاء العرب التي تضم المدونات، تويتر، فيس بوك، يوتيوب وفليكر. ولا ذكر لدورها أوتأثيرها في ساحة النشاط في مصر إلا في سياق اشتراكها في الاحتجاج خلال أغسطس الماضي ردا على قرار وزارة الاتصالات بتطبيق سياسة الاستخدام العادل للإنترنت والذي يحدد حدا أقصى للتحميل.
المنتديات وأصحابها وروداها هم الأكثر تضررا من هذه السياسة بسبب الحجم الكبير للأفلام والأغاني التي تمثل مادة جذبها الرئيسي، بينما يرى خبراء الاتصالات أن التحميل المجاني المقرصن لها وشيوعه وكثافته هو ما يسبب مشكلة تقنية لشبكة الإنترنت في مصر.


نشر في "الشروق" الخميس 14 يناير 2010
PDF

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم
    جهد مميز يا استاذ عمرو في متابعة تغييرات تحدث في مفاهيم الشباب وسلوكياتهم انتقلت بالفعل الى مجال الانترنت
    ولكن هناك ايضا العديد من المواقع المتميزة الي يهمها الوصول للهدف المراد منها دون البحث عن الشهرة الزائفة
    فاغلب تلك المنتديات عدد اعضائها يتجاوز المليون ولكن المشارك منهم بصفة دائمة قليل جدا لا يتجاوز المائة ولكن عدد المشتركين يزيد بسبب اجبار الزائر على التسجيل للحصول على الفيلم او الاغنية
    فهي شهرة زائفة ونجاح مصطنع

    مهندس محمد المتناوي
    مدير موقع البدرشين اونلاين

    ردحذف